حاول تعديل هندامك قبل أن نخرج من الباب
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
لا أحد في الخارج سوى كلاب الحارة ، هل تعتقد أنه يهمها شكلي وهندامي
مخطيء ، هناك من ينظر إليك من السماء .
استغفر الله
لماذا تستغفر ؟
إن الله في كل مكان وليس في السماء فقط .
أخذ يحدثني عن من لا يحد بزمان ومكان ، ويخبرني عن ربي الذي هو أقرب إلي من حبل وريدي
،
وظللت استمع بإنصات المحترم لكثرة ما يرد من آيات وأحاديث وتكرار لفظ الجلالة .
الحقيقة أنني لم أكن خاشعا، وتلك الابتسامة التي يحملها محياي
،
قد تعني له التهكم والاستهانة بما يقول ، ولكن عقلي مازال يفكر بمن ينظر إلينا من السماء
إنها سماء مفتوحة ، حتى الغيوم قد تفشل في تغطيتها كاملة
،
ويظل للشمس نور يخترقها ويصبح كالظلال .
هل سمعتم يوما بمن يقول : اليوم الجو غائم ، والشمس غائبة
ويتحدث وكأن النور منتفي الحضور في نهارنا . ولا أرى الناس تحمل المصابيح
،
وحتى ذلك الذي مازال يلبس نظارته الشمسية ، إنما يحاول تبرير سعرها الغالي بالاستخدام في كل الحالات ، هي شيء يقصد به الأناقة ، وليس حجب النور عن عينيه .
هل شعر أحدكم يوما بقسوة النظر للسماء بعد سهر متواصل لا نوم يفصل بين ليله ونهاره
،
دائما أشعر بذلك
،
لأن الحياة بكل تقلبات الدنيا فيها ، نهارها وليلها ، فصولها وطقوسها ومناخها ، لم تعد تشكل فارقا كبيرا في تواجد الأجواء الاصطناعية
،
وفي وفرة أنوار الشوارع . أصبحت لا أستطيع النظر إلى السماء ، ولا استطيع تحدي الشمس بعيني وفي أذني ( رابح صقر ) يغني " حط عينك بعين الشمس " ، إنه أمر صعب جدا يجبر رؤوسنا على الإختباء في ظلال خطواتنا إن كانت تسبقنا
،
أو في ظلال من يمشي أمامنا إن كانت ورائنا . ومن خلفك من يتظلل بظلك ، فلا تستعجل المشي وحاول أن تساعده على الوصول إلى حيث يريد ، فأنت دائما تسير دون وجهه ، فاجعل خطواتك وجهة لغيرك ، واترك لها فرصة السعادة بأداء واجب افتقدته منذ بداية الفشل الأول .
حسنا الآن
انظر إلى الأعلى وابتسم ، وحاول أن تكون سعيدا لتبدي الرضا .
ماذا فعلت بك الغربة ، لقد كنت طبيعيا .
ربما تقد أنها جعلتني طبيعيا .
إن الإنسان الطبيعي ، شخص يعتقد أن حياته التي ولد بها أمر طبيعي
وما عداه ظروف تجبره على تغيير مساراته ، ويبدأ بالتحدث عند كل فشل عن ظروف قاهرة ، وأقدار ظالمة ، وظروف ليست طبيعية . لا يعلم أحدنا أن لا شيء طبيعي سوى الطبيعة نفسها ، لا تملك عقلا ، ولا جسدا ، ولا أرجلا ولا قلوب . تلك الأمور التي تجعلنا قابليين للتغير في كل لحظة تتفاعل فيه أحاسيسنا مع المحيط ، ويظل المحيط مستكين لا يعبأ سوى بالتكرار على من يأتون بعدنا .
أتراه يخبرنا عن آثار العابرين .
يحفظ لنا ذاكرة نفتدقها بعد حين من الرتابة نسميه " التعود " .
لم اتغير يا صديقي ، كل ما في الأمر ، أنني وجدت محيطا مختلفا ، هل سبق لك أن مشيت على الثلج .
إنه رمل بارد ، يمكنك شربه عندما تشرق الشمس .
اترك عنك هذه السفسطة ، وانظر أمامك ، فلا أحد ينظر إليك من الأعلى .
ماذا عن الملائكة .؟
هم حولك في كل مكان
هل تعني أن من الممكن أن اصطدم بأحدها .
تشعر بك ولا تشعر بها . وتحفظك وترعاك متى أخلصت النية لله .
أليست أيضا تسجل أخطائي ، وتنفذ أحكام الله فيني .
هذا أيضا . انظر إلى الجانب المشرق يا صديقي .
تقصد أن انظر إلى السماء ، فلا شيء أكثر إشراقا منها . أترى أنك تنصحني بما لا تطيق فعله حين طلبت منك . انظر إليها وابتسم فهناك من ينظر إلينا أيضا كجانب مظلم من هذه الحياة .
ويظل الصمت مرهون بخطوات سحب خفيفة ، تزعج الرمل تحت أحذيتنا وتمنعها من الاستقرار ، إن الإنسان يمشي لا يضرب حسابا سوى لنفسه ، ويعتقد أن كل شيء مخلوق لأجله فقط ، ومن حقه تجاهله والتصرف فيه كيف يشاء .
لحظة قف هنا .
لماذا .؟
أريد أن انظر إلى الأعلى وابتسم
إنك مجنون فعلا . أنا فقط انظر إلى السماء الواسعة أفكر بتلك الأعين التي تنظر إلينا الآن . هل تراها تعتبر احجامنا الصغيرة حقيقية ، ألسنا أقل من أن نحفظ حقوقنا ، وأضعف من استرداد حقوقنا ، إن تلك الأعين تراقبنا ، فاتركنا نبتسم لها لنخبرها أننا لا نعبأ بها . ما رأك أن نتخلص من ثيابنا ؟
أريد العودة إلى المنزل .
حسنا .
لماذا نحاول منع عقولنا من التوسع بحجم السماء ، لماذا نمنعها من التوقع لما فوق رؤوسنا ، إن كنا نفعل كل شيء تحتها دون حياء أو خوف ، لماذا نشعر بالذنب حين نتذكر انها مازالت هناك فوقنا ؟
أليس من المخجل أن لا نتذكرها إلا حين ننظر إليها .؟
وعند باب المنزل أغتصب نظرة سريعة نحو السماء . وألوح بيدي واعدا أياهم بالعودة . لن يدخلوا معي ، ولن يروني هنا ، ولكنهم قد يسمعون ما أقوله ، ويقرأون ما اكتبه ، وربما هم من يجعلني أفكر وانشغل بمثل هذه الأفكار . أخبره بذلك ، ولكنه عاهد نفسه منذ تلك اللحظة ، على الصمت في حضوري ، يتأرجح رأسه مع خطواته في إشارة لاستهجان ما أقوله ، اتبعه بهدوء ومازال فمي يتحدث عن السماء المفتوحة ، والعقول المفتوحة ، والأعين التي تحيط بنا في كل مكان ، أخبره أنهم ليسوا ملائكة ، ولا علاقة لهم بالخالق جل شأنه ، أعينهم فقط هناك ، ولكنهم مازالوا على الأرض .
مازال يتجاهلني ، وأعرف أنه يريد إثبات أمر ما . يجلس أمام جهاز الكمبيوتر ، ويبدأ في البحث عن آيات وأحاديث جديدة ، مجادلات دينية ، يظن أن عقيدتي مجروحة ويريد وقف نزيفها ، وهذا الدواء بين يديه ، يجعله طبيبا ، ينقر على الكي بورد ، يتصفح المواقع .
امسك يده بقسوة ، وأثبت أصابعة على الفأرة ، وابتعد قليلا بالمؤشر إلى أعلى الصفحة . يحاول التملص مني ، يعتقد أنني أريد إقفال الصفحة ، يقاوم مرضي وجنوني ، يدعوا لي بالهداية ، ويطلب من الانتظار قليلا حتي يريني كل ما يجده من توجيهات دينية .
ولكنني استمر بالتوجه إلى تلك الأيقونة بيده هو ، أريده أن يشعر بذنب الوصول إلى هناك مع يدي . أريده أن يشارك في ذلك الإثم الذي يحسبني انفرد به .
أضغطها
ينتظر قليلا
ينظر باستسلام من يريد العودة بعد قليل إلى حربه الدعوية معي .
أليس هذا منزلنا ؟
يستغرب المنظر ويفتح فمه قليلا ، هذه بادرة جيدة على أنه سوف يترك لعقله فرصة الانفتاح ،
ألم نكن نسير هنا قبل قليل ؟
يظل متوجما ، وفمه يزداد توسعا ، لو آمن أن السماء واسعة بقدر فمه لما وصلت به حيث نحن الآن .
ماهذا ؟
هذا ما كنت اطلب منك الابتسام له . والنظر إليه ، وإبداء السعادة والرضا ، أنت صغير جدا على هذه الشاشة ، وكل شيء تعتقده كبير ، هو ضيئل حقير من حيث ينظرون ، منزلك ، سيارتك ، مدينتك ، دولتك . كل شيء تفتخر به ، انظر إليه كيف يتضائل أمام عينيك بضغظة زر .
يكرر السؤال : " ماهذا ؟ " وأجيبه وأنا أدير ظهري عائدا إلى حيث السماء الفاضحة .
أستودعكم الله
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
لا أحد في الخارج سوى كلاب الحارة ، هل تعتقد أنه يهمها شكلي وهندامي
مخطيء ، هناك من ينظر إليك من السماء .
استغفر الله
لماذا تستغفر ؟
إن الله في كل مكان وليس في السماء فقط .
أخذ يحدثني عن من لا يحد بزمان ومكان ، ويخبرني عن ربي الذي هو أقرب إلي من حبل وريدي
،
وظللت استمع بإنصات المحترم لكثرة ما يرد من آيات وأحاديث وتكرار لفظ الجلالة .
الحقيقة أنني لم أكن خاشعا، وتلك الابتسامة التي يحملها محياي
،
قد تعني له التهكم والاستهانة بما يقول ، ولكن عقلي مازال يفكر بمن ينظر إلينا من السماء
إنها سماء مفتوحة ، حتى الغيوم قد تفشل في تغطيتها كاملة
،
ويظل للشمس نور يخترقها ويصبح كالظلال .
هل سمعتم يوما بمن يقول : اليوم الجو غائم ، والشمس غائبة
ويتحدث وكأن النور منتفي الحضور في نهارنا . ولا أرى الناس تحمل المصابيح
،
وحتى ذلك الذي مازال يلبس نظارته الشمسية ، إنما يحاول تبرير سعرها الغالي بالاستخدام في كل الحالات ، هي شيء يقصد به الأناقة ، وليس حجب النور عن عينيه .
هل شعر أحدكم يوما بقسوة النظر للسماء بعد سهر متواصل لا نوم يفصل بين ليله ونهاره
،
دائما أشعر بذلك
،
لأن الحياة بكل تقلبات الدنيا فيها ، نهارها وليلها ، فصولها وطقوسها ومناخها ، لم تعد تشكل فارقا كبيرا في تواجد الأجواء الاصطناعية
،
وفي وفرة أنوار الشوارع . أصبحت لا أستطيع النظر إلى السماء ، ولا استطيع تحدي الشمس بعيني وفي أذني ( رابح صقر ) يغني " حط عينك بعين الشمس " ، إنه أمر صعب جدا يجبر رؤوسنا على الإختباء في ظلال خطواتنا إن كانت تسبقنا
،
أو في ظلال من يمشي أمامنا إن كانت ورائنا . ومن خلفك من يتظلل بظلك ، فلا تستعجل المشي وحاول أن تساعده على الوصول إلى حيث يريد ، فأنت دائما تسير دون وجهه ، فاجعل خطواتك وجهة لغيرك ، واترك لها فرصة السعادة بأداء واجب افتقدته منذ بداية الفشل الأول .
حسنا الآن
انظر إلى الأعلى وابتسم ، وحاول أن تكون سعيدا لتبدي الرضا .
ماذا فعلت بك الغربة ، لقد كنت طبيعيا .
ربما تقد أنها جعلتني طبيعيا .
إن الإنسان الطبيعي ، شخص يعتقد أن حياته التي ولد بها أمر طبيعي
وما عداه ظروف تجبره على تغيير مساراته ، ويبدأ بالتحدث عند كل فشل عن ظروف قاهرة ، وأقدار ظالمة ، وظروف ليست طبيعية . لا يعلم أحدنا أن لا شيء طبيعي سوى الطبيعة نفسها ، لا تملك عقلا ، ولا جسدا ، ولا أرجلا ولا قلوب . تلك الأمور التي تجعلنا قابليين للتغير في كل لحظة تتفاعل فيه أحاسيسنا مع المحيط ، ويظل المحيط مستكين لا يعبأ سوى بالتكرار على من يأتون بعدنا .
أتراه يخبرنا عن آثار العابرين .
يحفظ لنا ذاكرة نفتدقها بعد حين من الرتابة نسميه " التعود " .
لم اتغير يا صديقي ، كل ما في الأمر ، أنني وجدت محيطا مختلفا ، هل سبق لك أن مشيت على الثلج .
إنه رمل بارد ، يمكنك شربه عندما تشرق الشمس .
اترك عنك هذه السفسطة ، وانظر أمامك ، فلا أحد ينظر إليك من الأعلى .
ماذا عن الملائكة .؟
هم حولك في كل مكان
هل تعني أن من الممكن أن اصطدم بأحدها .
تشعر بك ولا تشعر بها . وتحفظك وترعاك متى أخلصت النية لله .
أليست أيضا تسجل أخطائي ، وتنفذ أحكام الله فيني .
هذا أيضا . انظر إلى الجانب المشرق يا صديقي .
تقصد أن انظر إلى السماء ، فلا شيء أكثر إشراقا منها . أترى أنك تنصحني بما لا تطيق فعله حين طلبت منك . انظر إليها وابتسم فهناك من ينظر إلينا أيضا كجانب مظلم من هذه الحياة .
ويظل الصمت مرهون بخطوات سحب خفيفة ، تزعج الرمل تحت أحذيتنا وتمنعها من الاستقرار ، إن الإنسان يمشي لا يضرب حسابا سوى لنفسه ، ويعتقد أن كل شيء مخلوق لأجله فقط ، ومن حقه تجاهله والتصرف فيه كيف يشاء .
لحظة قف هنا .
لماذا .؟
أريد أن انظر إلى الأعلى وابتسم
إنك مجنون فعلا . أنا فقط انظر إلى السماء الواسعة أفكر بتلك الأعين التي تنظر إلينا الآن . هل تراها تعتبر احجامنا الصغيرة حقيقية ، ألسنا أقل من أن نحفظ حقوقنا ، وأضعف من استرداد حقوقنا ، إن تلك الأعين تراقبنا ، فاتركنا نبتسم لها لنخبرها أننا لا نعبأ بها . ما رأك أن نتخلص من ثيابنا ؟
أريد العودة إلى المنزل .
حسنا .
لماذا نحاول منع عقولنا من التوسع بحجم السماء ، لماذا نمنعها من التوقع لما فوق رؤوسنا ، إن كنا نفعل كل شيء تحتها دون حياء أو خوف ، لماذا نشعر بالذنب حين نتذكر انها مازالت هناك فوقنا ؟
أليس من المخجل أن لا نتذكرها إلا حين ننظر إليها .؟
وعند باب المنزل أغتصب نظرة سريعة نحو السماء . وألوح بيدي واعدا أياهم بالعودة . لن يدخلوا معي ، ولن يروني هنا ، ولكنهم قد يسمعون ما أقوله ، ويقرأون ما اكتبه ، وربما هم من يجعلني أفكر وانشغل بمثل هذه الأفكار . أخبره بذلك ، ولكنه عاهد نفسه منذ تلك اللحظة ، على الصمت في حضوري ، يتأرجح رأسه مع خطواته في إشارة لاستهجان ما أقوله ، اتبعه بهدوء ومازال فمي يتحدث عن السماء المفتوحة ، والعقول المفتوحة ، والأعين التي تحيط بنا في كل مكان ، أخبره أنهم ليسوا ملائكة ، ولا علاقة لهم بالخالق جل شأنه ، أعينهم فقط هناك ، ولكنهم مازالوا على الأرض .
مازال يتجاهلني ، وأعرف أنه يريد إثبات أمر ما . يجلس أمام جهاز الكمبيوتر ، ويبدأ في البحث عن آيات وأحاديث جديدة ، مجادلات دينية ، يظن أن عقيدتي مجروحة ويريد وقف نزيفها ، وهذا الدواء بين يديه ، يجعله طبيبا ، ينقر على الكي بورد ، يتصفح المواقع .
امسك يده بقسوة ، وأثبت أصابعة على الفأرة ، وابتعد قليلا بالمؤشر إلى أعلى الصفحة . يحاول التملص مني ، يعتقد أنني أريد إقفال الصفحة ، يقاوم مرضي وجنوني ، يدعوا لي بالهداية ، ويطلب من الانتظار قليلا حتي يريني كل ما يجده من توجيهات دينية .
ولكنني استمر بالتوجه إلى تلك الأيقونة بيده هو ، أريده أن يشعر بذنب الوصول إلى هناك مع يدي . أريده أن يشارك في ذلك الإثم الذي يحسبني انفرد به .
أضغطها
ينتظر قليلا
ينظر باستسلام من يريد العودة بعد قليل إلى حربه الدعوية معي .
أليس هذا منزلنا ؟
يستغرب المنظر ويفتح فمه قليلا ، هذه بادرة جيدة على أنه سوف يترك لعقله فرصة الانفتاح ،
ألم نكن نسير هنا قبل قليل ؟
يظل متوجما ، وفمه يزداد توسعا ، لو آمن أن السماء واسعة بقدر فمه لما وصلت به حيث نحن الآن .
ماهذا ؟
هذا ما كنت اطلب منك الابتسام له . والنظر إليه ، وإبداء السعادة والرضا ، أنت صغير جدا على هذه الشاشة ، وكل شيء تعتقده كبير ، هو ضيئل حقير من حيث ينظرون ، منزلك ، سيارتك ، مدينتك ، دولتك . كل شيء تفتخر به ، انظر إليه كيف يتضائل أمام عينيك بضغظة زر .
يكرر السؤال : " ماهذا ؟ " وأجيبه وأنا أدير ظهري عائدا إلى حيث السماء الفاضحة .
أستودعكم الله